فقال النبي e والذي اضطرك يا لعين.
فقال أتاني ملك من عند رب العزة
فقال إن الله تعالى يأمرك أن تأتي لمحمد e وأنت صاغر ذليل متواضع وتخبره كيف مكرك ببني آدم وكيف إغواؤك لهم وتصدقه في أي شئ يسألك فبعزتي وجلالي لئن كذبته بكذبة واحدة ولم تصدقه لأجعلنك رماداً تذروه الرياح ولأشمتن الأعداء بك.
وقد جئتك يا محمد كما أمرت فاسأل عما شئت فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمتت بي الأعداء وما شئ أصعب من شماتة الأعداء.
فقال رسول الله e إن كنت صادقا فأخبرني من ابغض الناس إليك؟
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إلي ومن هو على مثلك
فقال النبي e ماذا تبغض أيضاً؟
فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى
قال : ثم من؟
قال : عالم ورع (عرفت أنت صبور) " "
قال ثم من؟
قال من يدوم على طهارة ثلاثة
قال ثم من؟
قال فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره
قال: وما يدرك أنه صبور؟
قال : يا محمد إذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاثة أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين
قال : ثم من؟
قال : غنى شاكر
فقال : النبي e وما يدريك أنه شكور.
قال : إذا رأيته يأخذ من حله ويضعه في محله
فقال النبي e كيف يكون حالك إذا قامت أمتي إلي الصلاة:
فقال : يا محمد تلحقنى الحمة والرعدة
قال : ولم يا لعين؟
قال : إن العبد إذا سجد لله سجدة رفعة الله درجة
قال : فإذا صاموا؟
قال : أكون مقيداً حتى يفطروا
قال : فإذا حجوا؟
قال : أكون مجنوناً
قال : فإذا قرءوا القرآن؟
قال : أذوب كما يذوب الرصاص على النار
قال : فإذا تصدقوا؟
قال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين فقال له النبي e ولما ذلك يا أبا مرة.
قال فإن في الصدقة أربع خصال: وهي إن الله تعالي ينزل في ماله البركة وحببه إلي حياته ويجعل صدقته حجاباً بينه وبين النار ويدفع بها عنه العاهات والبلايا
فقال : له النبي e فما تقول في أبي بكر؟ فقال : يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطعني في الإسلام
قال : فما تقول في عمر بن الخطاب؟
قال : والله ما لقيته إلا وهربت منه " "
قال : فما تقول في عثمان بن عفان؟
قال : استحى ممن استحت منه ملائكة الرحمن " "
قال : فما تقول في على بن أبي طالب؟
قال : ليتني سلمت منه رأساً برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط.
قال رسول الله e الحمد لله الذي أسعد آمتي وأشقاك إلي يوم معلوم
فقال له إبليس اللعين : هيهات هيهات وأين سعادة أمتك وأنا حي لا أموت إلي يوم معلوم؟
وكيف تفرح على أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم " " واللحم وهو لا يروني ، فوالذي خلقني وانظرني إلي يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارئهما وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين