هل سندق آخر مسمار في نعش الرومانسية ؟ !

يحق لنا في خضم العمر الذي نعيش فيه ان نتساءل : هل ثمة اثر للعاطفة يمكن لها ان ترطب شيئا من جفاف ايامنا ، ام ان العصر ذبح العاطفة بماديته وقهره ؟

هل بقيت الشفافية ، ام انها لملمت اشلاءها وقفلت راجعة لعهدها القديم ؟ هل تخاذل وانهزم من يعيشون بهاجس احلامهم واغاريد قلوبهم وكانوا يزرعون دروب العمر بالشوق والحنين ؟

من غير شك ان غلبة العنصر المادي والضغوط الحياتية المختلفة كان لها تاثير بالغ على المشاعر ، فالانسان الذي ادار ظهره للطبيعة واختار الانعزال حتى شاحت روحه قبل ان يخط الشيب عارضيه ، لا بد ان يفقد الكثير من احاسيسه حين حلت مكانها الحسابات المنطقية والعقلية ... بتنا نكبت مشاعرنا حتى اصيبت بالخرس وتحولت حرارتها الى صقيع بل تسربلت ارواحنا بعباءة الموت واستبدلنا قلوبنا باحجار صلبة ، فما عاد يهزمنا انين شيخ او دمعة طفل . هل تصدقون ان افئدة المحبين مازالت تغتسل بنور الحب يلفها بشعاعه الاخاذ ؟ كم عاشقة في ليلها تنام وتحلم بفارس احلامها ؟

كم رجل يسطر بآهاته وجذوة روحه رسائله الى المراة التي يحب ؟ الن نسخر الآن اذا سمعنا بقصة حب كتلك التي عاشتها جوليات عندما شغفت بروميووتعاهدا على شرب كأس الموت سويا ؟؟ هل يمكن ان تكون للكلمات هذا السحر المتدفق الذي اعطى للبشرية كما رائعا من الحب والجمال والفضيلة تاثيرها في زمننا هذا ؟

ستقولون ان التوق يبقى للحديث عن رائحة الصبح وزقزقة العصافير للرحيل مجددا الى اشواقنا الى قمر من الصبوات لا يافل ... انما اخشى ان يكون كل ذلك مجرد امل واهن سرعان ما يتبخر حالما تغادر اجنحتنا فضاء الحلم وتلامس ارض الواقع الذي تلفه اعمدة الدخان والمرارة ؟

فهل مازال في قلبك مكان للرومانسية الجميلة ام انك لا تؤمن بها الا في الكتب وقصص الف ليلة وليلة ؟

وهل انت مستعد ان تضحي بكل شيء من اجل حبك ام ترى الحب ليس الا سرابا سرعان ما يتبدد وينكسر على صخرة الواقع ولا يستحق المغامرة ؟

هل هناك حب للعقل وحب للقلب ؟ ولماذا ؟ وهل فعلا شيعنا مشاعرنا الى مثواها الاخير ؟

أسئلة اطاحت عقلي واردت ان تشاركوني في حلها وفك رموزها